يتصل الحديث مع الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، مرشحه للدائرة (18) القومية ببحري البروفيسور/ إبراهيم أحمد غندور، في هذا الجزء من المقابلة حول شؤون وشجون الانتخابات العامة والتي بدأت فعلياً صباح الأحد الحادي عشر من أبريل الجاري.
وقد تحدث غندور عن التهم والذرائع والمبررات التي ما فتئت القوى المعارضة التي اختارت البقاء في الظل وعدم المشاركة، تسوقها يمنة ويسارا، كما تطرق بالحديث إلى أوضاع شريكهم الحركة الشعبية، ورؤيتهم في الوطني لملامح ما بدا أنه صراعات حادة في أروقتها واتهامات المعارضة للأمم المتحدة والمنظمات المراقبة للعملية بموالاة الوطني والخوف من الحكومة.. وغير هذا وذاك مما يتصل بالانتخابات، الحديث السياسي الأبرز في السودان هذه الأيام.
معاً نتابع إفادات الرجل:
• المعارضة تقول إن الخاسر الأكبر والوحيد من الانتخابات التي أصررتم على قيامها الآن هو الشعب السوداني..!!
الشعب السوداني كان سيخسر إذا لم تقم هذه الانتخابات، باعتبار أنه سيحرم حقاً دستورياً أصيلاً، وهو المساهمة باختيار من يمثلونه على مستوى الجهاز التشريعي والولاة ورئاسة الجمهورية وأعتقد أن الخاسر الأكبر هو الأحزاب التي تقاطع، إذ إن غالب الأحزاب قد شاركت، وحتى الذين قاطعوا فإن مرشحيهم ما يزالون في دائرة السباق الانتخابي، بل أن بعضهم أعلنوا رؤساء أحزابهم صراحة وعبر وسائل الإعلام بأنهم لن يتراجعوا وهم حظوظهم كبيرة. وبالتالي فإن الخاسر الأكبر هو الحزب الذي يقاطع وربما يفقد المصداقية ويضيع عليه ما يجده من سند في الشارع السياسي السوداني.
ودعني أقول إن الأحزاب التي قاطعت بالكامل ستموت إكلينيكياً طوال الفترة القادمة والموت الإكلينيكي وارد أن يؤدي إلى الموت الكامل.
• وبالمقابل، ما هي المكاسب المنتظر أن يجنيها الشعب من هكذا انتخابات، تحيطها الشكوك من كل صوب وتقاطعها قوى لها أثرها في الساحة السياسية السودانية..!
الانتخابات هي في المقام الأول تأكيد على أن الشعب هو الآن المرجعية في اختيار من يمثلونه وهي تأكيد على أنه سيكون بعد الله سبحانه وتعالى، الحاكم على هذه القيادات في المستويات المختلفة، وبالتالي سيتذكر الذين تقدموا الصفوف أنهم سيرجعون إلى الشعب السوداني مرة أخرى ـ وسيجد الشعب بالضرورة وضعاً أفضل وخدمات أفضل.
• وإلى أي مدى تثقون بقدرة العملية الانتخابية بظروفها الحالية على العبور للضفة الأخرى بسلام، خاصة وأن هنالك توقعات بحدوث فوضى..؟!
أولاً أؤكد أنه لن تحدث فوضى ولا اضطرابات ونحن الآن في منتصف اليوم الأول للاقتراع، وبحمد الله فإن الأمور تسير بسلام حسب التقارير الواردة من مراكز الاقتراع والمشاركة الشعبية كانت كبيرة وهذه المشاركة الواسعة للشعب إذا كانت نسبتها عالية فستكون رسالة بأن الشعب مهتم بالانتخابات وبالتالي حرص على المشاركة فيها.
• هنالك من يذهب إلى أن الحديث المتكرر عن وعي الشعب السوداني ليس بالضمان الكافي لعدم حدوث انفلاتات..!!
الشعب السوداني هو الشعب المتحضر، وهو شعب مسالم ما لم تمس كرامته أو دينه أو وطنه والذين يعولون على وقوع اضطرابات في هذه الانتخابات يعولون على (كرت) محروق وعليهم أن يعيدوا حساباتهم.
ولا نزعم أننا واثقون من عدم حدوث أية اضطرابات فربما يحاول البعض إثارة الفوضى، ولكنها ستبقى محاولات محدودة وستبوء بالفشل من خلال يقظة المواطن والأجهزة الأمنية.
• وهل تعتقدون بوجود أبعاد سياسية للشائعات التي انطلقت قبل أوان الاقتراع بساعات من شاكلة حظر التجوال والإجازة وغيرها..؟!
نعم، نعم وواضح من خلال الرصد والمتابعة أن هنالك بعض تخصص في إطلاق الشائعات بغرض تخفيض نسبة المشاركة في التصويت لذا تم إطلاق شائعات الانفلاتات الأمنية واحتمالات الفوضى، فتدافع الناس للسفر خارج الخرطوم، وكذلك شائعة الإجازة لمنع الناس من التوجه صوب مراكز الاقتراع وحظر التجوال وخلافه الأمر الذي بث بعض الهلع في نفوس المواطنين لدرجة حرص بعضهم على تخزين المواد الغذائية، ولكن الآن وقد مضى نصف اليوم الأول للاقتراع، وفي هذا رسالة واضحة بأن كل ما قيل شائعات مغرضة وسيتوجه الشعب فيما سيأتي بكثافة للإدلاء بصوته.
• حسناً ولماذا يصر الوطني وعلى لسان معظم قادته على نفي اهتمامه أو انشغاله بالأوضاع داخل الحركة الشعبية هل هذا من باب التكتيك السياسي وهو مشروع كما نعلم..؟!
لا ليس من باب التكتيك السياسي، وإنما نحن نعلم أن لكل حزب قيادته وتدخلنا في شؤون الأحزاب الأخرى أمر غير مشروع، لكننا نهتم بشركائنا من باب حرصنا على وحدتهم الداخلية وربما هم لا يصدقون هذا الأمر لكننا نقول لهم إن حرصنا على سلامة هذا الوطن ووحدته تجعلنا أحرص الناس على وحدة الحركة الشعبية وثقتنا في قياداتها برئاسة سلفاكير ونائبه مشار تجعلنا نثق في أنها ستخرج من هذه الخلافات أكثر وحدة إن شاء الله.
والتواصل بين الحزبين لم يتوقف على مستوى القيادة، الأخ الرئيس ونائبه الأول، ومشار وعلي عثمان محمد طه، وبالتالي فإن التشاور على كل المستويات لم ولن يتوقف أبداً ونحن شركاء رغم أنف البعض وسنظل كذلك رغم أنف البعض أيضاً وسنعمل معاً على عدم عودة الحرب بين الأشقاء في هذا البلد وتنفيذ اتفاق السلام.
• ومن أي زاوية تقرأون في المؤتمر الوطني ملامح الصراع الذي فاحت روائحه ولم يعد سراً في أروقة الحركة الشعبية..؟!
واضح أن البعض حاول أن يخرب العلاقة بين الشريكين وفشل وحاول أن يقودها وغالب أحزاب المعارضة لبعض المواقف وفشل.
• من هو هذا البعض..؟!
هو ياسر عرمان ومن معه بل أننا شعرنا في فترة من الفترات أن الحوار بيننا ينقل بصورة خاطئة للآخرين وعلى رأسهم أحزاب المعارضة الأمر الذي اضطرنا في الكثير من الأحيان إلى الذهاب لهذه المعارضة وشرح ما يدور بيننا والحركة لهم، رغم أننا كنا نثق بأن ما يدور بيننا ينبغي أن يظل بينهما لكننا كما قلت شعرنا بوجود محاولات لنقل ذلك بصورة شائعة ومغلوطة لتشويه صورة المؤتمر الوطني، وبحمد الله نجحنا في تصحيح ذلك وتوضيح الكثير من الأكاذيب.
• هنالك من يذهب إلى أن الأحداث الحالية داخل الحركة تعد مؤشراً على علو كعب تيار سلفاكير ومجموعته على حساب عرمان ومجموعته كيف ترى هذه القراءة..؟!
حكمة سلفاكير في القيادة وهو رجل مناضل وله تأريخ طويل لن تجعل أي خروج على القيادة في الحركة أمر ممكن والأيام ستؤكد ذلك.
• يبدو من تصريحات قادة المجموعتين لصحف هذا الصباح أن الخلاف ما يزال قائماً رغم محاولات عرمان نفي الانقسام فإلي أي مدى برأيكم يمكن أن يتطور هذا الخلاف.. هل للناس أن ينتظروا انشقاقاً جديداً داخل صفوفها على طريقة لام أكول..؟!
نحن نتمنى ألا تنشق الحركة الشعبية لكن خروج أفراد منها ظلوا يمثلون خميرة عكننة أمر لن يجعلنا نتكدر كثيراً والتيار العاقل سيحسم هذا الأمر وينحاز إلى خيار إقامة علاقة قوية مع شريكهم ومع القوى السياسية الأخرى.
• ثمة مخاوف من أن ترجح هيمنة تيار من تصفهم بعقلاء الحركة كفة الانفصال، خاصة وأن معظم أفراد هذا التيار مشهورون بتفضيلهم لخيار الزهد في الشمال والانكفاء جنوباً..؟!
ليس صحيحاً أن من ينادون بالوحدة من قيادات الحركة هم وحدويون كما أنه ليس صحيحاً كذلك أن المنادين بقيام الاستفتاء في موعده هم انفصاليون والبعض يقول خلاف ما يضمر وبالتالي نحن واثقون من أن القضية في النهاية هي قضية شعب الجنوب والذين نثق بأنه وبقليل من العمل مع الحركة والقوى الأخرى يمكن حفزهم على الانحياز لخيار الوحدة بإذن الله.
• هل توافق من يرى أن الحركة الشعبية وبقرارها سحب ترشحيه من سباق الرئاسة قد أحرقت عرمان، وقدمته كبش فداء لانحيازها لخيار الانكفاء جنوباً والاكتفاء بإقليمها..؟!
نحن لا نقول إنه قدم كبش فداء لكن التيار العاقل وبعد أن تأكد بأن حظوظه ضئيلة ولاحظ حرصه على كيل الاتهامات والشتائم لشريكهم اتخذ هذا القرار العاقل والتطرف الذي أبداه عرمان والشعارات التي رفعها والتي تتعارض مع معتقدات غالب أهل السودان جعل الحركة تتأكد من أن عرمان في حملته قد أحرجها كثيراً وبالتالي فإن سحبه كان لمصلحة الحركة قبل أي طرف آخر.
• وكيف ترون المستقبل السياسي للرجل في ظل الظروف الحالية الملتهبة داخل الحركة وما هي أبرز خيارات عرمان برأيكم..؟!
واضح أن الرجل قد وصل في مرحلة درجة التصديق بأنه رئيس السودان، والآن وبعد سحبه عاد إلى حجمه الطبيعي وأعتقد بأن عليه أن يراجع حساباته حتى يعود للساحة السياسية وإلا سيظل متنقلاً بين الفضائيات وهذه أيضاً لها حدود وزمن ونحسب ضرورة أن يعود الرجل إلى عقله ومقاسه الطبيعي ليعرف موقعه في الساحة السودانية.
• مشار أسر لغرايشون بمخاوف من أن يشكل قطاع الشمال خميرة عكننة للحكومة المقبلة ويغالي في معارضتها..؟!
إذا كنت تعني حكومة الجنوب فإن الحركة الشعبية ستحسم هذا الأمر أما إذا كان الحديث يشير إلى الحكومة القومية فإننا نرحب بأي معارضة راشدة وفي إطار القانون أما أي خروج فستحسمه الأطر القانونية المعلومة.
• المعارضة رفعت أصابع الاتهام عالية في وجه المنظمات الدولية المراقبة للانتخابات مثل مركز كارتر واتهمتها بالخوف من الحكومة كما هاجمت الموقف الأمريكي الداعم للانتخابات..؟!
ضحك:- الحمد لله الذي جعل البعض والذي ظل (بوقاً) لأمريكا يتهم أمريكا بالانحياز للمؤتمر الوطني هذه يا أخي فرية لا يصدقها حتى من أطلقوها ويعلمون كذبها وخطلها ونقول لهم أن الحق واضح ولا يمكن لدولة محترمة ولمبعوث محترم وشخص في قامة الرئيس الأمريكي السابق كارتر أن ينحاز ضد المعارضة أو المؤتمر الوطني، هم نقلوا الحقائق وعلى البعض أن يتقبلوا أنهم أخطأوا عندما اختاروا المقاطعة.
• عرمان تحدث عن تنفيذ الآلاف من قواعد الحركة لقرار المقاطعة ومغادرتهم الخرطوم وثمة تقارير صحفية تقول بوجود أزمة في مواني السفر وزيادة في أسعار التذاكر ما هي برأيكم حدود تأثير موقف قطاع الشمال من المشاركة على نسبة الإقبال..؟!!
إن كان البعض يعتقد أن هذا هو حجم قطاع الشمال لما أقر المقاطعة ولكن البعض هذا قد درس الخارطة وقرر المقاطعة لتأكده من أن حظوظه في الفوز بالولايات الشمالية تكاد تكون معدومة في ظل المنافسة القوية.
• هو أيضاً تحدث عن سيناريو إيراني وكيني ألا يدعم هذا برأيكم المخاوف التي أشرنا إليها فيما سبق من حدوث انفلاتات وفوضى..؟!
نؤكد أن الانتخابات ستمضي كما هو مقرر لها نزيهة وشفافة وآمنة والبعض يحاول أن يطلق بالونات اختبار وربما أن يشعل شرارة بغرض تحريك من يحبون الفوضى ولكن نؤكد أن هذا الشعب عاقل ومحترم ويعرف مصلحته والأجهزة المعنية بقضايا الأمن قادرة على بسط سطوتها والسيطرة على الأوضاع وأي تعبير سلمي سيكون متاحاً أما أي خروج فسيتم التعامل معه بالحسم الكامل.
• قلتم بأن فوز أياً من المنسحبين أمر طبيعي ومستحق فهل ستقبلون في الوطني بالنتيجة إذا ما فاز المهدي أو الفاضل أو نقد أو حتى عرمان نفسه بمقعد رئاسة الجمهورية..؟!
هذا حق قانوني وإذا حدث ذلك فسنحترم الخيار وإن كنا نعتقد بأنه أمر بعيد المنال في ظل الشعبية الطاغية التي يحظى بها مرشحنا البشير، ونحسب أنه قد تكون هنالك فرص لفوز البعض في الدوائر التشريعية والبرلمان القومي، وحينها إذا قرر البعض الاستقالة فسيعاد فتح الدوائر للانتخابات وفق القانون.
وقد تحدث غندور عن التهم والذرائع والمبررات التي ما فتئت القوى المعارضة التي اختارت البقاء في الظل وعدم المشاركة، تسوقها يمنة ويسارا، كما تطرق بالحديث إلى أوضاع شريكهم الحركة الشعبية، ورؤيتهم في الوطني لملامح ما بدا أنه صراعات حادة في أروقتها واتهامات المعارضة للأمم المتحدة والمنظمات المراقبة للعملية بموالاة الوطني والخوف من الحكومة.. وغير هذا وذاك مما يتصل بالانتخابات، الحديث السياسي الأبرز في السودان هذه الأيام.
معاً نتابع إفادات الرجل:
• المعارضة تقول إن الخاسر الأكبر والوحيد من الانتخابات التي أصررتم على قيامها الآن هو الشعب السوداني..!!
الشعب السوداني كان سيخسر إذا لم تقم هذه الانتخابات، باعتبار أنه سيحرم حقاً دستورياً أصيلاً، وهو المساهمة باختيار من يمثلونه على مستوى الجهاز التشريعي والولاة ورئاسة الجمهورية وأعتقد أن الخاسر الأكبر هو الأحزاب التي تقاطع، إذ إن غالب الأحزاب قد شاركت، وحتى الذين قاطعوا فإن مرشحيهم ما يزالون في دائرة السباق الانتخابي، بل أن بعضهم أعلنوا رؤساء أحزابهم صراحة وعبر وسائل الإعلام بأنهم لن يتراجعوا وهم حظوظهم كبيرة. وبالتالي فإن الخاسر الأكبر هو الحزب الذي يقاطع وربما يفقد المصداقية ويضيع عليه ما يجده من سند في الشارع السياسي السوداني.
ودعني أقول إن الأحزاب التي قاطعت بالكامل ستموت إكلينيكياً طوال الفترة القادمة والموت الإكلينيكي وارد أن يؤدي إلى الموت الكامل.
• وبالمقابل، ما هي المكاسب المنتظر أن يجنيها الشعب من هكذا انتخابات، تحيطها الشكوك من كل صوب وتقاطعها قوى لها أثرها في الساحة السياسية السودانية..!
الانتخابات هي في المقام الأول تأكيد على أن الشعب هو الآن المرجعية في اختيار من يمثلونه وهي تأكيد على أنه سيكون بعد الله سبحانه وتعالى، الحاكم على هذه القيادات في المستويات المختلفة، وبالتالي سيتذكر الذين تقدموا الصفوف أنهم سيرجعون إلى الشعب السوداني مرة أخرى ـ وسيجد الشعب بالضرورة وضعاً أفضل وخدمات أفضل.
• وإلى أي مدى تثقون بقدرة العملية الانتخابية بظروفها الحالية على العبور للضفة الأخرى بسلام، خاصة وأن هنالك توقعات بحدوث فوضى..؟!
أولاً أؤكد أنه لن تحدث فوضى ولا اضطرابات ونحن الآن في منتصف اليوم الأول للاقتراع، وبحمد الله فإن الأمور تسير بسلام حسب التقارير الواردة من مراكز الاقتراع والمشاركة الشعبية كانت كبيرة وهذه المشاركة الواسعة للشعب إذا كانت نسبتها عالية فستكون رسالة بأن الشعب مهتم بالانتخابات وبالتالي حرص على المشاركة فيها.
• هنالك من يذهب إلى أن الحديث المتكرر عن وعي الشعب السوداني ليس بالضمان الكافي لعدم حدوث انفلاتات..!!
الشعب السوداني هو الشعب المتحضر، وهو شعب مسالم ما لم تمس كرامته أو دينه أو وطنه والذين يعولون على وقوع اضطرابات في هذه الانتخابات يعولون على (كرت) محروق وعليهم أن يعيدوا حساباتهم.
ولا نزعم أننا واثقون من عدم حدوث أية اضطرابات فربما يحاول البعض إثارة الفوضى، ولكنها ستبقى محاولات محدودة وستبوء بالفشل من خلال يقظة المواطن والأجهزة الأمنية.
• وهل تعتقدون بوجود أبعاد سياسية للشائعات التي انطلقت قبل أوان الاقتراع بساعات من شاكلة حظر التجوال والإجازة وغيرها..؟!
نعم، نعم وواضح من خلال الرصد والمتابعة أن هنالك بعض تخصص في إطلاق الشائعات بغرض تخفيض نسبة المشاركة في التصويت لذا تم إطلاق شائعات الانفلاتات الأمنية واحتمالات الفوضى، فتدافع الناس للسفر خارج الخرطوم، وكذلك شائعة الإجازة لمنع الناس من التوجه صوب مراكز الاقتراع وحظر التجوال وخلافه الأمر الذي بث بعض الهلع في نفوس المواطنين لدرجة حرص بعضهم على تخزين المواد الغذائية، ولكن الآن وقد مضى نصف اليوم الأول للاقتراع، وفي هذا رسالة واضحة بأن كل ما قيل شائعات مغرضة وسيتوجه الشعب فيما سيأتي بكثافة للإدلاء بصوته.
• حسناً ولماذا يصر الوطني وعلى لسان معظم قادته على نفي اهتمامه أو انشغاله بالأوضاع داخل الحركة الشعبية هل هذا من باب التكتيك السياسي وهو مشروع كما نعلم..؟!
لا ليس من باب التكتيك السياسي، وإنما نحن نعلم أن لكل حزب قيادته وتدخلنا في شؤون الأحزاب الأخرى أمر غير مشروع، لكننا نهتم بشركائنا من باب حرصنا على وحدتهم الداخلية وربما هم لا يصدقون هذا الأمر لكننا نقول لهم إن حرصنا على سلامة هذا الوطن ووحدته تجعلنا أحرص الناس على وحدة الحركة الشعبية وثقتنا في قياداتها برئاسة سلفاكير ونائبه مشار تجعلنا نثق في أنها ستخرج من هذه الخلافات أكثر وحدة إن شاء الله.
والتواصل بين الحزبين لم يتوقف على مستوى القيادة، الأخ الرئيس ونائبه الأول، ومشار وعلي عثمان محمد طه، وبالتالي فإن التشاور على كل المستويات لم ولن يتوقف أبداً ونحن شركاء رغم أنف البعض وسنظل كذلك رغم أنف البعض أيضاً وسنعمل معاً على عدم عودة الحرب بين الأشقاء في هذا البلد وتنفيذ اتفاق السلام.
• ومن أي زاوية تقرأون في المؤتمر الوطني ملامح الصراع الذي فاحت روائحه ولم يعد سراً في أروقة الحركة الشعبية..؟!
واضح أن البعض حاول أن يخرب العلاقة بين الشريكين وفشل وحاول أن يقودها وغالب أحزاب المعارضة لبعض المواقف وفشل.
• من هو هذا البعض..؟!
هو ياسر عرمان ومن معه بل أننا شعرنا في فترة من الفترات أن الحوار بيننا ينقل بصورة خاطئة للآخرين وعلى رأسهم أحزاب المعارضة الأمر الذي اضطرنا في الكثير من الأحيان إلى الذهاب لهذه المعارضة وشرح ما يدور بيننا والحركة لهم، رغم أننا كنا نثق بأن ما يدور بيننا ينبغي أن يظل بينهما لكننا كما قلت شعرنا بوجود محاولات لنقل ذلك بصورة شائعة ومغلوطة لتشويه صورة المؤتمر الوطني، وبحمد الله نجحنا في تصحيح ذلك وتوضيح الكثير من الأكاذيب.
• هنالك من يذهب إلى أن الأحداث الحالية داخل الحركة تعد مؤشراً على علو كعب تيار سلفاكير ومجموعته على حساب عرمان ومجموعته كيف ترى هذه القراءة..؟!
حكمة سلفاكير في القيادة وهو رجل مناضل وله تأريخ طويل لن تجعل أي خروج على القيادة في الحركة أمر ممكن والأيام ستؤكد ذلك.
• يبدو من تصريحات قادة المجموعتين لصحف هذا الصباح أن الخلاف ما يزال قائماً رغم محاولات عرمان نفي الانقسام فإلي أي مدى برأيكم يمكن أن يتطور هذا الخلاف.. هل للناس أن ينتظروا انشقاقاً جديداً داخل صفوفها على طريقة لام أكول..؟!
نحن نتمنى ألا تنشق الحركة الشعبية لكن خروج أفراد منها ظلوا يمثلون خميرة عكننة أمر لن يجعلنا نتكدر كثيراً والتيار العاقل سيحسم هذا الأمر وينحاز إلى خيار إقامة علاقة قوية مع شريكهم ومع القوى السياسية الأخرى.
• ثمة مخاوف من أن ترجح هيمنة تيار من تصفهم بعقلاء الحركة كفة الانفصال، خاصة وأن معظم أفراد هذا التيار مشهورون بتفضيلهم لخيار الزهد في الشمال والانكفاء جنوباً..؟!
ليس صحيحاً أن من ينادون بالوحدة من قيادات الحركة هم وحدويون كما أنه ليس صحيحاً كذلك أن المنادين بقيام الاستفتاء في موعده هم انفصاليون والبعض يقول خلاف ما يضمر وبالتالي نحن واثقون من أن القضية في النهاية هي قضية شعب الجنوب والذين نثق بأنه وبقليل من العمل مع الحركة والقوى الأخرى يمكن حفزهم على الانحياز لخيار الوحدة بإذن الله.
• هل توافق من يرى أن الحركة الشعبية وبقرارها سحب ترشحيه من سباق الرئاسة قد أحرقت عرمان، وقدمته كبش فداء لانحيازها لخيار الانكفاء جنوباً والاكتفاء بإقليمها..؟!
نحن لا نقول إنه قدم كبش فداء لكن التيار العاقل وبعد أن تأكد بأن حظوظه ضئيلة ولاحظ حرصه على كيل الاتهامات والشتائم لشريكهم اتخذ هذا القرار العاقل والتطرف الذي أبداه عرمان والشعارات التي رفعها والتي تتعارض مع معتقدات غالب أهل السودان جعل الحركة تتأكد من أن عرمان في حملته قد أحرجها كثيراً وبالتالي فإن سحبه كان لمصلحة الحركة قبل أي طرف آخر.
• وكيف ترون المستقبل السياسي للرجل في ظل الظروف الحالية الملتهبة داخل الحركة وما هي أبرز خيارات عرمان برأيكم..؟!
واضح أن الرجل قد وصل في مرحلة درجة التصديق بأنه رئيس السودان، والآن وبعد سحبه عاد إلى حجمه الطبيعي وأعتقد بأن عليه أن يراجع حساباته حتى يعود للساحة السياسية وإلا سيظل متنقلاً بين الفضائيات وهذه أيضاً لها حدود وزمن ونحسب ضرورة أن يعود الرجل إلى عقله ومقاسه الطبيعي ليعرف موقعه في الساحة السودانية.
• مشار أسر لغرايشون بمخاوف من أن يشكل قطاع الشمال خميرة عكننة للحكومة المقبلة ويغالي في معارضتها..؟!
إذا كنت تعني حكومة الجنوب فإن الحركة الشعبية ستحسم هذا الأمر أما إذا كان الحديث يشير إلى الحكومة القومية فإننا نرحب بأي معارضة راشدة وفي إطار القانون أما أي خروج فستحسمه الأطر القانونية المعلومة.
• المعارضة رفعت أصابع الاتهام عالية في وجه المنظمات الدولية المراقبة للانتخابات مثل مركز كارتر واتهمتها بالخوف من الحكومة كما هاجمت الموقف الأمريكي الداعم للانتخابات..؟!
ضحك:- الحمد لله الذي جعل البعض والذي ظل (بوقاً) لأمريكا يتهم أمريكا بالانحياز للمؤتمر الوطني هذه يا أخي فرية لا يصدقها حتى من أطلقوها ويعلمون كذبها وخطلها ونقول لهم أن الحق واضح ولا يمكن لدولة محترمة ولمبعوث محترم وشخص في قامة الرئيس الأمريكي السابق كارتر أن ينحاز ضد المعارضة أو المؤتمر الوطني، هم نقلوا الحقائق وعلى البعض أن يتقبلوا أنهم أخطأوا عندما اختاروا المقاطعة.
• عرمان تحدث عن تنفيذ الآلاف من قواعد الحركة لقرار المقاطعة ومغادرتهم الخرطوم وثمة تقارير صحفية تقول بوجود أزمة في مواني السفر وزيادة في أسعار التذاكر ما هي برأيكم حدود تأثير موقف قطاع الشمال من المشاركة على نسبة الإقبال..؟!!
إن كان البعض يعتقد أن هذا هو حجم قطاع الشمال لما أقر المقاطعة ولكن البعض هذا قد درس الخارطة وقرر المقاطعة لتأكده من أن حظوظه في الفوز بالولايات الشمالية تكاد تكون معدومة في ظل المنافسة القوية.
• هو أيضاً تحدث عن سيناريو إيراني وكيني ألا يدعم هذا برأيكم المخاوف التي أشرنا إليها فيما سبق من حدوث انفلاتات وفوضى..؟!
نؤكد أن الانتخابات ستمضي كما هو مقرر لها نزيهة وشفافة وآمنة والبعض يحاول أن يطلق بالونات اختبار وربما أن يشعل شرارة بغرض تحريك من يحبون الفوضى ولكن نؤكد أن هذا الشعب عاقل ومحترم ويعرف مصلحته والأجهزة المعنية بقضايا الأمن قادرة على بسط سطوتها والسيطرة على الأوضاع وأي تعبير سلمي سيكون متاحاً أما أي خروج فسيتم التعامل معه بالحسم الكامل.
• قلتم بأن فوز أياً من المنسحبين أمر طبيعي ومستحق فهل ستقبلون في الوطني بالنتيجة إذا ما فاز المهدي أو الفاضل أو نقد أو حتى عرمان نفسه بمقعد رئاسة الجمهورية..؟!
هذا حق قانوني وإذا حدث ذلك فسنحترم الخيار وإن كنا نعتقد بأنه أمر بعيد المنال في ظل الشعبية الطاغية التي يحظى بها مرشحنا البشير، ونحسب أنه قد تكون هنالك فرص لفوز البعض في الدوائر التشريعية والبرلمان القومي، وحينها إذا قرر البعض الاستقالة فسيعاد فتح الدوائر للانتخابات وفق القانون.